الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
.قال الأخفش: سورة التكوير:{وَإِذَا الْعِشَارُ عطلت}قال: {وَإِذَا الْعِشَارُ عطلت} وواحدتها (العُشَراءُ) مثل (النُفَسَاء) و(النِفاسُ) للجميع.وقال الشاعر: من الرجز وهو الشاهد الثامن والسبعون بعد المئتين:ويقال: (النُّفاسِ).{وَإِذَا الْبِحَارُ سجرت}وقال بعضهم {سجرت} وخَفَّفَها بعضهم واحتج بـ {وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ} والوجه التثقيل [183] لأن ذلك اذا كسر جاء على هذا المثال يقل (قُطِّعُوا) و(قُبِّلوا) ولا يقال للواحد (قُطِّعَ) يعني يده ولا (قُتِّلَ).{وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَىِّ ذَنبٍ قتلت}وقال: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ} (وَأَدَهُ) (يَئِدُهُ) (وَأْداً) مثل (وَعَدَهُ) (يَعِدُهُ) (وَعْداً) العين نحو الهمزة.وقال: {سُئِلَتْ} {بِأَىِّ ذَنبٍ قتلت} وقال بعضهم {سَأَلَتْ} هي.{وَإِذَا الجحيم سعرت}وقال: {وَإِذَا الجحيم سعرت} خفيفة وثقَّل بعضهم لأنّ جرّها شُدِدّ عليهم.{الجوار الْكُنَّسِ}وقال: {الجوار الْكُنَّسِ} فواحدها (كانِس) والجمع (كُنَّس) كما تقول: (عاطِل) و(عُطَّل).{وَمَا هُوَ على الغيب بضنين}وقال: {وَمَا هُوَ على الغيب بضنين} يقول (أي: ببخيل) وقال بعضهم {بظنين} أي: بمتَّهَم لأن بعضَ العربِ يقول (ظننت زيدا) فـ (هو ظنين) أي: اتَّهَمْتهُ فـ (هو مُتَّهَم). اهـ. .قال ابن قتيبة: سورة التكوير:1- {كورت} قال أبو عبيدة: تكوّر- أي تلفّ- كما تكوّر العمامة.وقال بعض المفسرين: {كورت} أي ذهب ضوؤها.2- {انكدرت}: انتثرت وانصبت.4- و{الْعِشارُ} من الإبل: الحوامل. واحدتها: (عشراء)، وهي: التي أتى عليها في الحمل عشرة أشهر، ثم لا يزال ذلك اسمها حتى تضع وبعد ما تضع. يقول: عطّلها أهلها من الشغل بأنفسهم.6- {سجرت}: ملئت. يقال: يفضي بعضها إلى بعض، فتصير شيئا واحدا.7- {وَإِذَا النُّفُوسُ زوجت}: قرنت بأشكالها في الجنة والنار.8- و{الْمَوْؤُدَةُ}: البنت تدفن حية.11- {وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ} أي نزعت فطويت كما يقشط الغطاء عن الشيء.{وَكَأْساً دِهاقاً} أي مترعة ملأى.13- {أُزْلِفَتْ}: أدنيت.15- و16- و{بِالْخُنَّسِ الجوار الْكُنَّسِ}: النجوم الخمسة الكبار، لأنها تخنس- أي ترجع في مجراها- وتكنس- أي تستتر- كما تكنس الظّباء في المغار، وهو: الكناس.17- {وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ} قال ابو عبيدة: إذا أقبل ظلامه. وقال غيره: إذا أدبر.24- {وَما هُوَ على الغيب بضنين}، أي بمتّهم على ما يخبر به عن اللّه عز وجل.ومن قرأ: {بضنين}، أراد: ببخيل. أي ليس بخيل عليكم، يعلّم ما غاب عنكم: مما ينفعكم. اهـ..قال الغزنوي: سورة التكوير:1 {كورت}: طويت.2 {انكدرت}: انقضت.6 {سجرت}: ملئت نارا.7 {زوجت}: ضمّ الشّكل إلى شكله، الفاجر مع الفاجر والصّالح مع الصّالح.وقيل: قرنت بجزائها وأعمالها.8 {الْمَوْؤُدَةُ}: المثقلة بالتراب.11 {كُشِطَتْ}: الكشط: النزع عن شدّة التزاق.15 {بِالْخُنَّسِ}: الخمسة السّيّارة لأنّها تخنس في سيرها وتتردد، وربّما وقفت مدة أو رجعت القهقرى، ومعنى رجوعها: مسيرها إلى خلاف التوالي في أسافل التدوير، ومعنى وقوفها: إبطاؤها في السير في حالتي الاستقامة والرجوع.16 {الجوار الْكُنَّسِ}: أي: تكنس وتستتر العلوي منها بالسّفلي عند القرآنات كما تستتر الظباء في الكناس.17 {عَسْعَسَ}: أظلم.18 وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ: يقال: تنفّس الصّبح عن ريحانة، وأنت في نفس من أمرك، أي: في سعة.وفي الحديث: «الرّيح نفس الرّحمن»، أي: تفرّج الكرب وتنشر الغيث.24 {بظنين}: بمتّهم.قال ابن سيرين: لم يكن على يظنّ في قتل عثمان، أي: يتّهم.وبالضّاد: بخيل، أي: لا يبخل بأخبار السّماء كما يضنّ الكاهن رغبة في الحلوان. اهـ..قال ملا حويش: تفسير سورة التكوير:عدد 7- 81 وتسمى كورت.نزلت بمكة بعد (المسد).وهي تسع وعشرون آية.ومثلها في عد الآي الفتح والحديد.ومائة وأربع كلمات.وخمسمائة وثلاثون حرفا.ويوجد في القرآن سبع سور مبدوءة بلفظ إذا: هذه، والواقعة، والمنافقون، والانفطار، والانشقاق، والزلزلة، والنصر.بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِقال تعالى: {إذا} ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه {الشَّمْسُ} الجرم المعهود أحد الكواكب السيارة السبع وقد أخبر اللّه بما تؤول إليه عند إرادته ابادة هذا الكون بقوله: {كورت} لغت وغورت واضحات وذهب نورها {وَإِذَا النُّجُومُ} يشمل بقية السيارات وغيرها كالثريا والشعرى وبنات نعش وغيرها {انكدرت} اغبرّت وذهب ضوءها وانقضت من أماكنها وسقطت من مواقعها وفرط نظامها وتناثرت {وَإِذَا الْجِبالُ} الشامخات الرّواسي {سيرت} من أماكنها فارتجت عن وجه الأرض وصارت هباء {وَإِذَا الْعِشارُ} الإبل العشر التي مر عليها عشرة أشهر وهي أنفس مال العرب وكذلك غيرها من الحيوانات {عطلت} أهملت وتركت بلا راع لهول ما يشاهدون في ذلك اليوم وكانوا قبله يلازمونها {وَإِذَا الوحوش} دواب البر والبحر {حشرت} جمعت في المحل الذي يريده اللّه بذلك اليوم ليقتص بعضها من بعض ومن القرناء للجلحاء ثم تكون ترابا فيتمنى الكافر إذ ذاك لو كان مثلها تخلصا من العذاب الأليم، وفي هذه الآية إيذان بأن هول القيامة لا يقتصر على البشر وما يألفه من الحيوانات بل يتعدى إلى دواب البحر والبرّ وإلى الجمادات أيضا، وهذا يكون بعد النفخة الثانية.ثبتنا اللّه وعافانا ومن شره وقانا- راجع تفسير الآية الأخيرة من سورة النساء- {وَإِذَا الْبِحارُ سجرت} التهبت بالنار وذهب ماؤها وصارت تضطرم، يؤيده قوله صلى الله عليه وسلم: «إن البحر غطاء جهنم أو طباقها».وقيل امتلأت أخذا من سجر التنور إذا امتلأ حطبا وعليه يكون المعنى تفجرت على بعضها فصارت بحرا واحدا إلا أنه لم يبق بحر إذ ذاك {يوم تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ} راجع هذه الآية 40 من سورة ابراهيم {وَإِذَا النُّفُوسُ زوجت} قرنت أرواحها بأجسادها وكل نفس مع من يشاكلها الصالحة بالصالحة والعاصية بالعاصية وألحق كل امرئ بشيعته {وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ} الطفلة المقبورة حية {سُئِلَتْ} أي سئل وائدها فيقال له من قبل الملائكة {بِأَيِّ ذَنْبٍ قتلت} هذه الموءودة كبيرة كانت أو صغيرة وهكذا كل مقبور حيّ يسأل وائده عن سبب واده فيصمت إذ لا جواب له ولا عذر فيذبح الوائد في نار جهنم ذبحا زائدا على عذابه الذي يستحقه للقتل بلا ذنب وهذا الذبح لا يميته لأن النار لا موت فيها وإنما يذيقه عذاب الذبح ثم يبقيه حيا للعذاب الآخر.أو سئلت هي سؤال تلطف لتقول: وأدني فلان بلا ذنب، ويكون سؤال توبيخ لواندها بصرف الخطاب إليه، وهذا نوع من الاستدراج واقع على طريق التعريض كما في قوله تعالى: {أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ} الآية 115 من المائدة وقرئ {قتلت} بالتشديد، وفي هذا دليل على أن أطفال المشركين لا يعذّبون وان التعذيب لا يكون بلا ذنب، وهو كذلك في الآخرة أما في الدنيا فقد يقع من بعض الناس جورا ومن اللّه عدلا قال:قال ابن عباس: كانت المرأة في الجاهلية تحفر حفرة عند ولادتها فتتمخض فإن ولدت جارية دفنتها وإن ولدت غلاما حبسته، وكان الرجل في الجاهلية إذا أراد بقاء ابنته حية ألبسها جبة صوف ورعاها بالمواشي فاذا أراد قتلها بعد قال لأمها زينيها لأذهب بها لا حمائها وكان قد هيأ لها قبرا فيأخذها اليه فيدفنها فيه ويهيل عليها التراب، يا ويلهم مما يعملون. .مطلب أول من سنّ الوأد ومن منعه: أول من سنّ الوأد ربيعة، وذلك أنه أغير عليهم فنهبت بنت أميرهم وقيل زوجته وبعد الصلح أراد استردادها فخيرت بينه وبين من هي عنده فاختارت من هي عنده فغضب وسن الوأد ففعلوه غيرة وقلدهم غيرهم.أخرج الإمام أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والطبراني وابن مردويه عن خذامة بنت وهب قالت: «سألت رسول اللّه في العزل (هو ان يجامع الرجل زوجته وينزل خارجا) فقال ذلك الوأد الخفي» ومن هنا قال من قال بحرمته، الصحيح أنه مكروه لما فيه من قطع النسل وأذية الزوجة.وتسميته بالوأد الخفي لا يستلزم حرمته ولا يدل على أن حكمه حكم الوأد فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الربا شرك خفي» ولم يقل أحد أن حكمه حكم الشرك..مطلب الاستمناء باليد والعلاج لمنع الحمل: أما الاستمناء باليد فجائز إذا خشي الزنا وإلا فهو حرام لورود: «ناكح اليد ملعون» وإن الاقتران باللعن يدل على الحرمة كما ذكره الأصوليون وما يستعمله بعض الناس من العلاجات لعدم الحمل فلا يتعدى الكراهة، وهو دون العزل، لأنه لا يحمل على الاسقاط لعدم تكون الجنين.أما إذا كان استعمال الدواء لقطع النسل خوفا من عدم القدرة على تربيته كما يقوله بعض قليلي الإيمان ففيه عدم الاعتماد على اللّه والثّقة برزقه فهذا وليد الذين ذمهم اللّه بقوله: {وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ} الآية 152 من الأنعام ونظيرتها {وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ} الآية 31 من الاسراء الآتية وهؤلاء الذين لا يتوكلون على اللّه ويسيئون الظن به وهو القائل: «أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء» قد يخشى على إيمانهم.أما استعمال الأدوية بعد تكون الجنين وقبل نفخ الروح فهو حرام لما فيه من معنى الإتلاف، أما بعد نفخ الروح فهو حرام قطعا وفعله جناية لما فيه من إتلاف النفس وأول من منع الوأد صعصعة بن ناجية فافتخر به الفرزدق بقوله:وفي رواية: وجدّي الذي إلخ، قال تعالى: {وَإِذَا الصحف} التي أثبتت فيها أعمال الخلق {نشرت 10} للحساب والجزاء {إِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ 11} قلعت فطويت ونزعت {وَإِذَا الجحيم سعرت 12} بالوقود فاشتد لهيبها للنكال والتنكيل بأعداء اللّه، ونقل ونكّل يخفف ويشدد ويتوب أحدهما عن الآخر في المعنى الا أن المشدد يدل على التكثير {وَإِذَا الْجَنَّةُ} التي وعدها اللّه للمتقين {أُزْلِفَتْ 13} قربت منهم ليدخلوها وحينذاك {عَلِمَتْ نَفْسٌ} أي كل نفس فالتنوين للعوض وهو جواب إذا المكررة من أول السورة إلى هنا {ما أَحْضَرَتْ 14} لذلك اليوم من خير أو شر فيفوز الطائع ويهلك العاصي. .مطلب علامات الساعة: قال أبيّ بن كعب: ستّ آيات قبل القيامة: بينما الناس في أسواقهم إذ ذهب ضوء الشمس، فبينما هم كذلك إذ وقعت الجبال على الأرض، فبينما هم كذلك إذ تناثرت النجوم، فتحركت الأرض واضطربت وفزعت الانس والجن، واختلطت الدواب والطير والوحش، وماج بعضهم في بعض، فذلك قوله تعالى: {إِذَا الشَّمْسُ كورت} أي سجرت. فحينذ تقول الجن للانس نحن نأتيكم بالخبر فينطلقون إلى البحر فإذا هو نار تأجج، فبينما هم كذلك إذ انصدعت الأرض صدعة واحدة إلى الأرض السفلى وإلى السماء السابقة العليا إذ جاءتهم ريح فأماتتهم.وقال ابن عباس هي اثنتا عشرة خصلة ست في الدنيا وست في الآخرة.فالتي في الدنيا أي في آخر يوم من أيامها من أول السورة إلى {سجرت} والتي في الآخرة من {وَإِذَا النُّفُوسُ زوجت} إلى {وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ}، وروى البخاري عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الشمس والقمر يكوران يوم القيامة»، وعن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: «من سرّه أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي العين فليقرأ: {إِذَا الشَّمْسُ كورت}، {وإِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ}، {وإِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ}» قال تعالى: {فَلا أُقْسِمُ} لا هنا للتأكيد وليست بزائدة كما قاله بعض المفسرين لأن كلام اللّه لا زيادة فيه كما أنه لا نقص فيه البتة كما نوهنا به في بحث القراءات في المقدمة وسيأتي لهذا البحث صلة في سورة القيامة الآتية.وأعلم أنه لا يقال ما معنى القسم من الحضرة الإلهية لأن المؤمن يصدقّه القسمين الأولين بقوله: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ} الآية 18 من آل عمران والأقسام الموجودة في القرآن على نوعين قسم بنفسه الكريمة وهي في سبعة مواضع فقط:1 {قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ} الآية 53 من سورة يونس.2 {فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ} الآية 92 من سورة الحجر.3 {فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ} من سورة المعارج.4 {فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ} الآية 23 من سورة الذاريات.5 {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ} الآية 64 من سورة النساء.6 {قُلْ بَلى وَرَبِّي} الآية 7 من سورة التغابن.7 {فوَ رَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ}الآية 68 من سورة مريم الآتية وقسم بمخلوقاته وهو كثير مثل: {وَالضُّحى}، {وَالشَّمْسِ}، {وَاللَّيْلِ}، {وَالْعَصْرِ}، {وَالتِّينِ} وغيرها.وأقسم اللّه {بِالْخُنَّسِ 15} ثم فسرها على طريق عطف البيان فقال: {الجوار الْكُنَّسِ 16} وهي النجوم الجاريات الباديات ليلا المستترة نهارا.شبه اللّه تعالى ظلام الليل بكناس الأسد لاجتماع الستر في كل فكأن النجوم حينما تغيب وتتأخر طيلة النهار مثل الأسد الذي يخنس في كناسه ثم يظهر وإنما أقسم فيها لما فيها من النفع للبشر وغيره، قال على كرم اللّه وجهه هي النجوم الخمسة زحل والمشتري والمريخ والزهرة وعطارد فإنها تخنس في مجاريها تحت ضوء الشمس والقمر وهي تتمة السيارات السبع الشمس والقمر وانها تجري في محورها بانتظام لا يتغير ولا يتبدل إلى اليوم الذي نوّه به والخنس تأخر الأنف عن الشفة مع الارتفاع قليلا في الارنبة ويوصف به بقر الوحش والظباء {وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ 17} أقبل ظلامه وأدبر لأن عسعس من الأضداد يكون للاقبال والأدبار ومثله الصريم يطلق على الليل والصبح، والسدفة الظلمة والضياء، الجون الأسود والأبيض {وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ 18} بدا واسفر واقبل ضوءه وقيل انه شبه الليل بالنسمة (المكروب) وهو الحيوان الصغير الذي قد لا يرى الا بالمكبرات لأنه مخزون فاذا تنفس الصبح وجد رائحته فكأنه تخلص من المخزن فعبر بالتنفس عنه فهو استعادة لطيفة وانما قال تنفس لأن في أقبال الصبح روحا ونسيما فيجعل ذلك نفسا على المجاز وجواب القسم قوله (انه) اي القرآن العظيم.
|